أهم الأحداث السيرية التي وقعت في شهر ربيع الأول

مولد النبي  صلى الله عليه وسلم 

ربيع الأول هو ثالث أشهر السنة الهجرية، وقد شهد - شأنه في ذلك شأن باقي الشهور - أحداثا هامة وقعت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي ما يلي نذكر أهم الأحداث التي وقعت في هذا الشهر:

في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، بعد 50 يوما من حادثة الفيل، كان مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على أصح الأقوال الواردة في تاريخ مولده، والتي أشار إلى بعضها عبد العزيز اللمطي، رحمه الله، في "قرة الأبصار" بقوله:
وكان مولد النبي الهادي
           صلى عليه خالقُ العباد
عامَ قدوم الفيل للأقوام
           بإثر خمسين من الأيام
في يوم الاثنين من الشهر الأغر
            في ثالث الشهر أو الثاني عشر
أو لثمان من ربيع الأول
            موافق النيسان عند الأُوَّل

ومن الجدير بالذكر أن أبا نبينا - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عبد المطلب، توفي وآمنة بنت وهب حامل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت ليلة ميلاده صلى الله عليه وسلم ليلة مشهودة، وقد أورد أصحاب السير كثيرا من الآيات التي شهدتها هذه الليلة، ومنها ماجاء في نظم المولد ليوسف بن إسماعيل النبهاني، حيث يقول:
الله قد سر بها الإيمانا
            أغاض ماء الفرس والنيرانا
أخمدها وشقق الإيوانا
            وقد رأى موبذ موبذانا
رؤيا أرتهم ملكهم في فقد
والجن كانوا يقعدون مقعدا
            للسمع فانذادوا وكل طردا
من يستمع جد شهابا رصدا
            كالسهم يأتي نحوه مسددا
له به في النار شر وقد
وكم أتت من هاتف أخبار
            صدَّقها الرهبان والأحبار
كل ينادي قد دنا المختار
            واقترب التوحيد والأنوار
فالشرك بعد اليوم ليس يجدي
ونزلت من أفقها الدراري
            مثل المصابيح لدى النظار
قد علقت لزينة عن عمد
وفتحت ملائك الرحمن
            بأمره الأبواب للجنان
وغلَّقوا الأبواب للنيران
            وفرحوا كالحور والولدان
إذ أصلهم من نوره المُمِد

وقد اختُلف في نجاة آبائه صلى الله عليه وسلم، وأكثر العلماء على أنهم ناجون، ويقدمون على ذلك عددا من الأدلة، أهمها ما لخصه البدوي في نظم عمود النسب بقوله:
من مؤمنين متناكحينا
            خرج لا من متسافحينا
ينقل من أصلاب طاهرينا
            لطاهرات من لدن أبينا
وكيف لا والمشركون نجس
            وعن أذى نبينا مقدس
والعذر بالفترة والإحياء
           فيؤمنوا قد جاء في الأنباء
والقول فيهم بخلاف هذا
            يأباه أنه النبي آذى
ولعن الإله من آذاه
            في هذه الدار وفي أخراه

غزوة بواط

وفي شهر ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة، كانت غزوة بواط، وهو جبل قرب ينبع، ويبعد عن المدينة بأربع برُد.

وقد جاءت هذه الغزوة في إطار الحصار الاقتصادي الذي بدأ المسلمون إذ ذاك يمارسونه على مشركي قريش، للحد من قوة أعداء الإسلام، كما جاءت الغزوة أيضا لإظهار المنعة أمام قبائل الأعراب المحيطة بالمدينة، والتي لا تفهم غير لغة القوة، حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائتي رجل من أصحابه، يعترض عيرا لقريش يقودها أمية بن خلف القرشي الجمحي.

وقد فصل القاضي محمذن بن محنض بابه في شأن هذه الغزوة تفصيلا، حين قال في نظمه "قرة العينين في غزوات سيد الكونين":
بواط اسم جبل عال بعد
           عن المدينة بأربع برُد
بقرب ينبُعَ وينبعُ بلد
            بالبحر الأحمر به مينا مُعد
والعير خمس مائة وألفان (م) 
            معها مائة شخص تُلفى
واستعمل الهادي على المدينة
            عند التهيء لهاتي الغزوة
السائب الرضى ابن عثمان الرضى
            سليل مظعون وبعد ذا مضى
في مائتين من صحابه الغرر
            بين مهاجر وبين من نصر
يطلب هذه العير خير مرسل
            وذاك في شهر ربيع الأول
وحمل اللواء سعد بن أبي
            وقاص أو نجل معاذ الأبي
والعير فاتتهم ولم يكادوا
            وبعد نصف شهر أيضا عادوا

مقتل كعب بن الأشرف الطائي

وفي شهر ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة، كانت سرية محمد بن مسلمة إلى كعب بن الأشرف، وكان ابن الأشرف رجلا ثريا من قبيلة طيء يقيم في أخواله بني النضير، وكان عدوا لدودا للإسلام، وقد طفق يحرض على محمد وأصحابه، وقد وفد إلى مكة في سبيل ذلك، وحرض قريشا وقبائل العرب على محاربة المسلمين، ويؤذيهم ويشبب بنسائهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه من لكعب بن الأشرف، فإنه آذى الله ورسوله، فانبرى لذلك محمد بن مسلمة الأنصاري مع أربعة من قومه، فخرجوا حتى أتوا الرجل، وقتلوه في قصة مشهورة، ولكراي ابن أحمد يوره في نظمه لسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم:
وعندما اشتد أذى كعب على
            أفضل خلق الله جل وعلا
قال لنادي الصحب من لكعب
            والنظم للحديث عين الصعب
فإنه آذى الإله والرسول
            والصحب ما فيهم عن الخير كسول
قال أنا محمد بن مسلمه
           والنفس في رضا الإله مُسلمه
معه من الأوس الكرام أربعه
            كلهمُ حل الرشادُ مربعه

غزوة ذي أمر

وفي ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة - كذلك - كانت غزوة ذي أمر، وتسمى غزوة غطفان، وغزوة أنمار، وسبب هذه الغزوة أن الأنباء وردت إلى المسلمين تفيد بأن جموعا كبيرة من بني محارب وبني ثعلبة، قد تجمعوا بجانب المدينة، يستعدون للإغارة عليها فاستخلف النبي النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة عثمان بن عفان، ثم خرج إليهم في قوة عسكرية كبيرة، بلغ قوامها 450 مقاتلا بين راكب وراجل، ليظهر للقبائل العربية في المنطقة قوة المسلمين ومنعتهم، فأمسك المسلمون في طريقهم رجلا من عدوهم، وأسلم حينما دعي إلى الإسلام، واتخذوه دليلا إلى أرض أعدائهم، الذين فروا عندما علموا بخروج المسلمين في طلبهم، وتفرقوا، وتحصنوا برؤوس الجبال.

وقد وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا أمر، وهو المكان الذي كانوا تجمعوا فيه، وظل هناك مدة تناهز شهرا، ثم عاد إلى المدينة دون أن يلقى جيش المسلمين أذى.

وفي هذه الغزوة كانت حادثة دعثور بن الحارث، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجف ثوبين له مبتلين، ورآه دعثور منفردا، فأخذ سيفا صارما وسار حتى وقف عليه، وقال: من يمنعك مني اليوم يا محمد؟ فقال صلى الله عليه وسلم: الله، ودفع في صدر دعثور حتى سقط منه السيف، وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاطبه قائلا: من يمنعك مني؟ قال: لا أحد، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والله لا أكثر عليك جمعا أبداً، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه، فلما رجع إلى قومه لاموه، فقال: نظرت إلى رجل طويل، فدفع في صدري، فوقعت لظهري، فعرفت أنه ملك، وشهدت أن محمداً رسول الله، والله لا أكثر عليه جمعاً، وجعل يدعو قومه إلى الإسلام، ويروى أن هذه الحادثة حصلت مع رجل يدعى غورث بن الحارث، وقيل إن الاسمين لرجل واحد، ويقال إنها كانت سبب نزول آية "يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم..." التي تقدم أنها نزلت في بني النضير، ويمكن أن تكون نزلت في الجميع، كما بين القاضي محمذن بن محنض بابه بقوله:
قد تنزل الآية في الشيء وفي
            شيء بُعيد ذا نزولها يفي

موقف النبوي صلى الله عليه وسلم من دعثور ترك أثرا كبيرا في نفوس العرب المقيمين بالمنطقة، الذين لم يعتادوا على رؤية من هدده عدوه وعلاه بالسيف وهو يعفو.

غزوة بني النضير

وفي ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة كانت غزوة بني النضير، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفد على بني النضير يستعينهم في شأن ديتي رجلين من بني عامر، كان قتلهما الصحابي عمرو بن أمية الضمري في طريقه راجعا إلى المدينة من بئر معونة، ثأرا لقومه الذين قتلوا هناك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عقد عهدا لذينك الرجلين يتضمن إجارته إياهما، ولم يكن عمرو بن أمية قد علم بذلك.

وقد خرج صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه رضوان الله عليهم، حتى أتى ديار بني النضير، وكان قد عقد معهم معاهدة من بين بنودها التعاون في ما ينوب من الديات، وأظهروا الاستجابة لما رام صلى الله عليه وسلم، في حين خلا بعضهم إلى بعض، واتفقوا أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم، بأن يصعد أحدهم على سطح الجدار الذي يجلس النبي صلى الله عليه وسلم بجانبه، ثم يلقي عليه صخرة ضخمة، فجاءه الخبر من عند الله تعالى، ونجا من كيدهم، ويقال إن قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم ۖ واتقوا الله ۚ وعلى الله فليتوكل المؤمنون) نزل في هذه الحادثة.

ثم آب عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، وأرسل إليهم أنه لم يعد يُسمح لهم بمساكنة المسلمين، بعد أن نقضوا عهدهم معهم، وأمهلهم عشرة أيام حتى يستعدوا للخروج، وسمح لهم بأن يصحبوا كل ما استطاعوا أن يخرجوا به، غير السلاح، لكن عبد الله بن أبي وغيره من حلفائهم، وعدوهم بأن يظاهروهم ويقاتلوا معهم إن حصل قتال، وبالتالي لم تبرح بنو النضير أماكنها، واستعدت للقتال، فلما انقضت المهلة غزاهم صلى الله عليه وسلم، وبعد حصار تخلى عنهم حلفاؤهم، وعلى رأسهم عبد الله بن أبي، وتم إجلاؤهم حاملين كل ما استطاعوا حمله سوى السلاح، وفي هذه الغزوة نزلت سورة الحشر، كما تم تحريم الخمر.

وقد عقد أحمد البدوي رحمه الله منثور هذه الغزوة في نظمه على الغزوات، فقال:
ثم النضير هاجها أن جاءهم
            مستوهبا من دية ما نابهم
فأصعدوا أحدهم ليلقيا
             عليه صخرة تريح الأغبيا
وأخبر ابن مشكم أن يُخبرا
            وزجر الرهط فلم ينزجرا
وجاءه الخبر من رب السما
            وفي حصارها العقار حُرّما
والحشر أنزلت بها ونقضا
            نجل أبي عهدهم ورفضا

زواج عثمان بن عفان من أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

وفي شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة، تزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه من أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل إن ذلك كان في ربيع الأول من السنة الثالثة، لكن الأول أصح وإليه ذهب أكثر أصحاب السير، وهو الذي اعتمد العالم الجليل ببها بن العاقل في نظم حوادث السنين النبوية، فقال في عرضه أحداث السنة الرابعة:
وأم كلثوم بذي النورين
            تزوجت فيه بغير مين

وكان عثمان رضي الله عنه، قد تزوج أولا رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوفيت عنده، ثم زوجه النبي شقيقتها أم كلثوم، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه لو كانت عنده أربعون بنتا لزوجها لعثمان رضي الله عنه، الواحدة تلو الأخرى.

غزوة دومة الجندل

وفي شهر ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة، كانت غزوة دومة الجندل ببلاد نجد، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه أن جموعا من قبائل العرب، المتاخمة لحدود الغساسنة الذين يوالون دولة بيزنطا، تقطع الطريق، وتنهب القوافل، وهو ما أشار إليه في نظم الغزوات بقوله:
فدومة الجندل هاجها زمر
            بدومة يظلمن من بهن مر

 كما وردت أنباء تفيد بأنهم يستعدون لغزو المدينة، فأخذ دليلا وخرج في 1000 مقاتل، وكان يسير الليل ويكمن النهار، إلى أن فاجأ الأعداء في دومة الجندل فهربوا، ولم يجد المسلمون أحدا منهم.

ثم لبث صلى الله عليه وسلم أياما بنحد، وفرق السرايا ولم يصيبوا أحدا من العدو، وكان عليه الصلاة والسلام لقي إذ ذاك عيينة بن حصن الفزاري، فأسلم، وتعاهدا على الأمان.

وكان من نتائج هذه الغزوة أن وصلت الدعوة الإسلامية حدود منطقة الشام، وكذلك تدريب الجيش الإسلامي على الأسفار إلى البلاد البعيدة التي لم يجربوها من قبل، كما حملت هذه الغزوة رسالة إلى من يفكرون في غزو المدينة، مفادها أن من استطاع أن يغزو من مسافة نصف شهر، ولم يجرؤ أعداؤه على لقائه، لا طائل من وراء غزوه في عقر داره.

غزوة بني لحيان

وفي شهر ربيع الأول من سادسة سني الهجرة النبوية، كانت غزوة بني لحيان، وقد جاءت انتقاما لأصحاب بعث الرجيع الذين تقدم الكلام عنهم ضمن أحداث شهر صفر، من السنة الرابعة، والذين غدرت بهم بنو لحيان.

بعد الغدر بأصحابه صلى الله عليه وسلم، بات ينتظر فرصة للقصاص من الغادرين، وقد أصبحت الفرصة مواتية بعد غزوة الأحزاب التي تحققت فيها انتصارات على عدة أصعدة، فخلف عمرا ابن أم مكتوم على المدينة وخرج على رأس 200 مقاتل، ثم سار إلى حيث توجد بنو لحيان، ولكنهم هربوا لما علموا بمسيره نحوهم، وتحصنوا برؤوس الجبال، فلم يقدر المسلمون على أحد منهم، فبث السرايا لزرع الخوف في العدو، وبعث فرسانا زاروا حومة مكة حتى تعلم قريش، وتحسب للمسلمين حسابهم، مثل جيرانها بني لحيان.

سرية محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة

وفي شهر ربيع الأول من السنة السادسة للهجرة، كانت سرية الصحابي محمد ين مسلمة الأنصاري الأوسي إلى بني ثعلبة بذي القصة، وقيل كانت في ربيع الآخر، في خلاف ذكره الشيخ كراي ولد أحمد يوره، ضمن كلامه على هذه السرية، في نظم السرايا، فقال:
وفي ربيع الأُل أو في الآخر
            سرية الأوسي ذي المفاخر

وتهدف هذه السرية إلى تأديب بني ثعلبة، المعادين للإسلام، والموالين لأعدائه.

وقد خرج محمد بن مسلمة متجها إلى بني ثعلبة في عشرة رجال، وسار حتى قدم المكان المقصود ليلًا، فكمنت 100 رجل من بني ثعلبة لمحمد بن مسلمة وأصحابه، وتركوهم حتى ناموا فأحدقوا بهم، فما شعر ابن مسلمة إلا وقد خالطوهم، فوثب وصاح في أصحابه: السلاح، فوثب أصحابه وتراموا مع القوم ساعة، ثم حمل القوم عليهم بالرماح فقتلوهم جميعا، إلا ابن مسلمة فقد وقع جريحا فظنوه مات، ثم إنه مر بمحمد بن مسلمة وأصحابه رجل من المسلمين فاسترجع، فلما سمعه محمد بن مسلمة يسترجع تحرك له، فأخذه وحمله إلى المدينة.

وفي نظمه "تبصرة المحتاج إلى بعوث صاحب المعراج" يلخص غالي بن المختار فال البصادي أحداث هذه السرية، في بيتين، فيقول:
ثم ابن مسلمة الندب إلى
            حي بني ثعلبة فاقتتلا
في عشرة فجرحوا محمدا
           أميرهم ومن سواه استشهدا

سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى ذات عرق

وفي شهر ربيع الأول من سابع أعوام الهجرة النبوية، كانت سرية شجاع بن وهب إلى  ذات عرق، وذلك أن جموعا من هوازن في ذات عرق بنجد، كانوا يعادون الإسلام ويشاركون في الحرب ضد المسلمين ويحرضون على محمد صلى الله عليه وسلم، فبعث إليهم شجاع بن وهب الأسدي في 24 رجلا، فخرجت هذه السرية التي كانت تسير ليلا، وتكمن نهارا، إلى أن فاجأوا العدو، وتمكنوا من الاستلاء على غنائم كثيرة، ثم عادوا منتصرين بدون أن يريقوا دما، ويروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاهم عن الإكثار من القتل.
وقد نظم كراي بن أحمد يوره رحمه الله، أحداث هذه الغزوة بقوله:
ونجل وهب الأسدي شجاع
            إن شجاعا كاسمه شجاع
بعثه طه شفيع الخلق
            إلى هوازن بذات عرق
وكان ذاك في ربيع الأول
            من عام سبع عنه لم تحول
فأخذوا من العدو نعما
            ولم يصبهم ضرر من ذي عمى

وكانت مدة غياب هذه السرية 15 ليلة، وقد بلغ نصيب الرجل الواحد من تلك الغنائم 15 بعيرا .
وإلى ذلك أشار غالي بن المختار فال رحمه الله بقوله:
ثم ابن وهب أي شجاعا فذهب
            إلى هوازن ومالهم نهب
فكانت السهام خمسة عشر
            لواحد كما روى أهل السير

وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

وفي شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عمر 63 سنة، وكانت مدة مرضه 13 يوما في أرجح الأقوال.

 وكان لما اشتد عليه المرض، أقام ببيت عائشة رضي الله عنها، بعد إذن بقية زوجاته، حتى توفي في يوم الاثنين الثاني عشر من الشهر، وتم دفنه - صلى الله عليه وسلم - في المكان الذي توفي فيه ببيت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، وقد  لخص ذلك صاحب "الأرجوزة المئية في ذكر حال أشرف البرية" في ثلاثة أبيات، فقال:
ويوم الاثنين قضى يقنيا
            إذ أكمل الثلاث والستينا
والدفن في بيت ابنة الصديق
            في موضع الوفاة عن تحقيق
ومدة التمريض خُمسَا شهر
            وقيل بل ثُلْث وخُمْس فادر

كانت تلكم أهم الأحداث التي وقعت في ربيع الأول، في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تجنبنا إيراد أحداث كثيرة ذكر بعض أصحاب السير أنها كانت في ربيع الأول، ولكن الذي تم ترجيحه أنها كانت في غيره، وأن أغلبها كان في شهر ربيع الثاني، وعليه فستجدونه - إن شاء الله - غرة الشهر المقبل، على موقع الوزارة وصفحتها على الفيس بوك.

27 September 2022