أهم أحداث شهر ذي القعدة

1- سَرِيّةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقّاصٍ إلَى الْخَرّارِ

وهو واد معروف من أودية المدينة، وقيل هي آبار الجحفة بالقرب من خم.

بَعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سعد ابن أبى وقاص فِي ذِي الْقعدَة عَلَى رَأْسِ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ مُهَاجَرَه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال اُخْرُجْ يَا سَعْدُ حَتّى تَبْلُغَ الْخَرّارَ، فَإِنّ عِيرًا لِقُرَيْشٍ سَتَمُرّ بِهِ , وَعقد لَهُ لِوَاء يخجل الصُّبْح ببياضه ونضرته حمله الْمِقْدَاد بن الأسود,

فَخَرَجْت فِي عِشْرِينَ رَجُلًا أَوْ أَحَدٍ وَعِشْرِينَ عَلَى أَقْدَامِنَا، فَكُنّا نَكْمُنُ النّهَارَ وَنَسِيرُ اللّيْلَ حَتّى صَبّحْنَاهَا صُبْحَ خَمْسٍ، فَنَجِدُ الْعِيرَ قَدْ مَرّتْ بِالْأَمْسِ. وَقَدْ كَانَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إلَيّ أَلّا أُجَاوِزَ الْخَرّارَ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَجَوْت أَنْ أُدْرِكَهُمْ.

فَرَجَعُوا إِلَى خدمَة ريول الله صلي الله عليه وسلم 

(أيا سعد خبرني بِحَال سَرِيَّة ... على جَانب الخرار خر لَهَا الْمجد)

(وَحدث عَن الْمُخْتَار وانثر عقوده ... عَليّ وزدني من حَدِيثك يَا سعد). المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ج1 ص:201.

2- غَزْوَةُ بَدْر الْمَوْعِد هِلَال ذِي الْقَعْدَةِ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا من الهجرة 

 كَانَت بَدْرٌ الصّفْرَاءُ مَجْمَعًا يَجْتَمِعُ فِيهِ الْعَرَبُ، وَسُوقًا تَقُومُ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ إلَى ثَمَانِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْهُ، فَإِذَا مَضَتْ تلك الليالي تَفَرّقَ النّاسُ إلَى بِلَادِهِمْ. 

ولما أَرَادَ أَبُو سُفْيَان أَنْ يَنْصَرِفَ يَوْمَ أُحُدٍ نَادَى: مَوْعِدٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ بَدْرٌ الصّفْرَاءُ رَأْسَ الْحَوْلِ، نَلْتَقِي فِيهِ فَنَقْتَتِلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قُلْ نَعَمْ إنْ شَاءَ اللهُ. 

فَافْتَرَقَ النّاسُ عَلَى ذَلِكَ، وَرَجَعَتْ قُرَيْشٌ فَخَبّرُوا مَنْ قِبَلَهُمْ بِالْمَوْعِدِ وَتَهَيّئُوا لِلْخُرُوجِ وَأَجْلَبُوا ، وَكَانَ هَذَا عِنْدَهُمْ أَعْظَمَ الْأَيّامِ لِأَنّهُمْ رَجَعُوا مِنْ أُحُدٍ وَالدّوْلَةُ لَهُمْ ، فَلَمّا دَنَا الْمَوْعِدُ كَرِهَ أبو سفيان الخروج إلى رسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أرعبه من التأهب والاستعداد عند المسلمين ولما هم فيه من الشدة والجدب ، فعمل خطة بموجبها يقوم نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيّ مقابل جعل كبير بتثبيط المسلمين وترهيبهم فسار نُعَيْمُ إلى المدينة وجعل يخوف المسلمين مما أعدت لهم قريش من الجموع والسلاح والكراع مما لا قبل لهم به حتى لايرغبو في الخزوج ويشيع تخلفهم عن الموعد فبَلَغَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وَتَظَاهَرَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ عِنْدَهُ، حَتّى خَافَ رَسُولُ اللهِ أَلّا يَخْرُجَ مَعَهُ أَحَدٌ,فَجَاءَهُ أَبُو بكر وَعُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهما، وَقَدْ سَمِعَا ذلك فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ إنّ اللهَ مُظْهِرٌ دِينَهُ وَمُعِزّ نَبِيّهُ، وَقَدْ وَعَدْنَا الْقَوْمَ مَوْعِدًا وَنَحْنُ لَا نُحِبّ أَنْ نَتَخَلّفَ عَنْ الْقَوْمِ، فَيَرَوْنَ أَنّ هَذَا جُبْنٌ منّا عنهم، فسر لموعدهم، فو الله إنّ فِي ذَلِكَ لَخِيرَة فَسُرّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ وكلم المسلمين وبصرهم  فأَذْهَبَ الله عنهم مَا كَانَ الشّيْطَانُ أرَعَبَهُمْ به ، فخَرَجَ فِي أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ولهم عَشْرَةَ أَفْرَاسٍ وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ بِتِجَارَاتهمْ إلَى بَدْرٍ.

فخرج إليهم أبوسفيان بألفين من أصحابه وَمَعَهُمْ خَمْسُونَ فَرَسًا، حَتّى انْتَهَوْا إلَى مَجَنّةَ فقرر الرجوع من هناك ولم تقع مواجهة فَأَقَام المسلمون ثَمَانِيَةَ أَيّامٍ وَالسّوقُ قَائِمَةٌ فربحوا في تجاراتهم تلك ورجعوا بخير وفضل من الله ، فمكث سِتّ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَرَجَعَ إلَى الْمَدِينَةِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْه ، وَكان اسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَ رَوَاحَةَ.

مغازي الواقدي ج1 ص:384.

 

3- زواجه صلي الله وسلم أم المومنين زينب بنت جحش 

هي أم الحكم زينب بنت جحش الأسدية أخت عبد الله ابن حجش رضي الله عنهما أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة النبيّ، أسلمت زينب قديماً وهاجرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم روى ابن سعد أنه تزوجها لهلال ذي القعدة سنة خمس من الهجرة وهي بنت خمس وثلاثين سنة، وقيل: سنة ثلاث، وكانت قبله تحت زيدبن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم طلقها فاعتدت، ثم زوجها الله من رسوله صلي الله عليه وسلم وأنزل فيها {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} الآية 37 من سورة الأحزاب وكانت تفتخر على نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقول: زوّجني الله من السماء. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين ج2 ص:475.

4- صلح الحديبية سنة 6ه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف ونيف قاصداً مكة لأداء العمرة ، فهيأ المشركون لصده عن الاعتمار هذا العام ، فنزل بالحديبية وهى بئر سمى المكان بها، أوشجرة قال المحب الطبرى قريبة من مكة أكثرها فى الحرم، وهى على تسعة أميال من مكة فبعث عثمان بن عفّان رضي الله عنه، فشاع أنّ قريشا قتلته، فوقعت بيعة الرضوان ثم كانت مفاوضات أدت إلى ما سمي بعد صلح الحديبية على أن لا يدخل رسول الله صلى الله  عليه وسلم مكّة إلّا من العام القابل، وأنّ من أتاه منهم مسلما ردّه إليهم ، وألا يردوا هم من قصدهم من المسلمين كافراً . وعلى الرغم من قساوة هذه البنود في شكلها ،فقد رضي الله عن أهلها وأثابهم فتحاً قريباً... وأنزل فيهم قرآناً [ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ومغانم كثيرة ], وكان أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه يقول: ما كان فتح أعظم في الإسلام من فتح الحديبيّة، ولكن الناس يومئذ قصر رأيهم عما كان بين محمد وربه، والعباد يعجلون، واللَّه لا يعجل كعجلة العباد حتى تبلغ الأمور ما أراد. لقد نظرت إلى سهيل بن عمرو في حجة الوداع قائما عند النحر يقرّب إلى رسول اللَّه بدنة، ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ينحرها بيده! ودعا الحلاق فحلق رأسه، فأنظر إلى سهيل يلقط من شعره، وأراه يضعه على عينيه! وأذكر إباءه أن يقرّ يوم الحديبيّة بأن يكتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم! وإباءه أن يكتب أن محمدا رسول اللَّه! فحمدت اللَّه الّذي هداه للإسلام. فصلوات اللَّه وبركاته على نبيّ الرحمة الّذي هدانا به، وأنقذنا به من الهلكة.

5- موسم عمر النبي صلي الله عليه وسلم 

فقد اعتمر صلي الله عليه وسلم ثلاث عمر ومنهم من عدها أربعا باعتبار عمرة الحديبية التي صده عنها المشركون كانت كلها بما فيها عمرة القران التي قرنها مع حجة الوداع في ذِي الْقِعْدَةِ وما روي عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «اعْتَمَرَ عُمْرَتَيْنِ عُمْرَةً فِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَعُمْرَةً فِي شَوَّالٍ» فقد وفق بأن العمرة التي أشارت إليها وَقَعَت فِي آخِرِ شَوَّالٍ وَأَوَّلِ ذِي القعدة ويؤيده ما رواه بن مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَائِشَةَ لم يعتمر رسول الله إِلَّا فِي ذِي الْقَعْدَةِ وعدها ثلاثا غير منظور فيه إلى عمرة الحديبية, والله أعلم . عون المعبود شرح سنن أبي داود، ومعه حاشية ابن القيم: تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته ج5 ص:325.

6- خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لأداء حجة الوداع 

في ذي القعدة سنة 10هـ تجهز النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحج، فأمر الناس بالجهاز له , فخرج لخمس ليال بقين من ذي القعدة، واسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا دُجَانَةَ السَّاعِدِيَّ، وَيُقَالُ: سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيَّ. لايذكر ولايذكر الناس إلا الحج، حتى إذا كان بـ«سرف»، وقد ساق رسول الله معه الهدي وأشراف من أشراف الناس. وأمر الناس أن يحلوا بعمرة إلا من ساق الهدي , قَالَتْ عائشة : وَحِضْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَأَنَا أبكى، فَقَالَ: مَالك يَا عَائِشَةُ؟ لَعَلَّكَ نُفِسْتُ؟ قَالَتْ: قُلْتُ:

نَعَمْ، وَاَللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ مَعَكُمْ عَامِي فِي هَذَا السَّفَرِ، فَقَالَ: لَا تَقُولِنَّ ذَلِكَ، فَإِنَّكَ تَقْضِينَ كُلَّ مَا يَقْضِي الْحَاجُّ إلَّا أَنَّكَ لَا تَطُوفِينَ بِالْبَيْتِ. السيرة النبوية لابن هشام ج2 ص:601.

7- معركة الفراض : تخوم الشام والعراق والجزيرة.

 حيث شعرالروم ، بقرب المد الإسلامي لفتح منطقة «الرضاب» التي تقع على حدود مملكة الروم فعقدوا تحالفًا ثلاثيًا مع الفرس والقبائل العربية المتنصرة فبلغ ذلك خالد بن الوليد وكان وقتها بالفراض فأعد العدة لذلك واستدؤجهم حتى عبروا إليه الفرات فكان المسلمون من أمامهم ومن خلفهم الفرات فأمر جنوده بتشديد الهجوم وتصعيده بكل قوة، فعمت الهزيمة على جيوش الحلفاء الثلاثة , حدث ذلك في اليوم 15 من ذي القعدة سنة 12هـ وأقام خالد على الفراض بعد الوقعة عشرا، ثم أذن في القفل إلى الحيرة لخمس بقين من ذي القعدة،

وكان عدد المسلمين مقدرا بحدود 2000 وقيل ب 3800وعدد الكفار150000 وقتل يومئذ من التحالف 100000 كانت هذه المعركة آخر معارك خالد فى العراق لينتقل بعدها إلى الجهاد على الجبهة الشامية. تاريخ الطبري ج3 ص:383.

8- معركة «فحل بيسان»- 

بعد انسحاب فلول القوات البيزنطية من معركة أجنادين إلى دمشق، أمر القائد البيزنطي، بتجميع القوات البيزنطية المنتشرة في جنوبي بلاد الشام، في فحل بيسان الواقعة على الطريق بين الأردن ودمشق- وأرسل في الوقت نفسه جيشًا من حمص يقدر بعشرة آلاف مقاتل باتجاه دمشق، وذلك بهدف الإطباق على المسلمين من الجنوب والشمال، قرر المسلمون أن يسير أبو عبيدة بجموع المسلمين إلى فحل -بيسان لضرب القوة البيزنطية المتمركزة هناك، وأن يتقدم خالد الجيش كطليعة، وحشد البيزنطيون زهاء ثمانين ألفًا ، ودمروا سدود الأنهار الغربية لعرقلة تقدم المسلمين، وخشية من أن يفاجئوهم، فامتلأت الأرض بالماء من بيسان إلى فحل رغم ذلك  تقدم المسلمون ونفذوا غارات خاطفة، وسريعة فقطعوا بها مصادر التموين، والمدد عنهم، ثم عبأ الطرفان قواتهما استعدادًا للقتال، واشتبكا في رحى معركة ضارية انتهت بانتصار المسلمين، فقذفوا البيزنطيين في الوحول التي حاولوا هم قذفهم فيها، وقتل منهم ما يقارب العشرة آلاف مقاتل , وقد تراوح جيش المسلمين في هذه المعركة ما بين 26 إلى 30 ألفاً، مقابل50 إلى 80 ألفاً عدد جيش الروم, وجرت المعركة في "28 ذي القعدة 13هـ تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية ص:238.

9- [ذكر وَقْعَةِ جَلُولَاءَ وَفَتْحِ حُلْوَانَ]

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَتْ وَقْعَةُ جَلُولَاءَ. لما فتح الله المدائن على المسلمين وهرب الفرس قرروا الاجتماع والتنخدق بجلولاء وَأَحَاطُوا خَنْدَقَهُمْ بِحَسَكِ الْحَدِيدِ إِلَّا طُرُقَهُمْ. فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدًا فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنْ سَرِّحْ هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ إِلَى جَلُولَاءَ وَاجْعَلْ عَلَى مُقَدَّمَتِهِ الْقَعْقَاعَ بْنَ عَمْرٍو، وَإِنْ هَزَمَ اللَّهُ الْفُرْسَ فَاجْعَلِ الْقَعْقَاعَ بَيْنَ السَّوَادِ وَالْجَبَلِ، وَلْيَكُنِ الْجُنْدُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا , فَفَعَلَ سَعْدٌ ذَلِكَ، وَسَارَ هَاشِمٌ مِنَ الْمَدَائِنِ بمن معه مِن وُجُوه الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار فَحَاصَرَهُمْ فِي خَنَادِقِهِمْ وَأَحَاطَ بِهِمْ نَحْوَ ثَمَانِينَ يَوْمًا، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ حَتَّى أَظْلَمَتْ عَلَيْهِمُ الْبِلَادُ فَتَحَاجَزُوا فَسَقَطَ فُرْسَانُهُمْ فِي الْخَنْدَقِ، فَجَعَلُوا فِيهِ طُرُقًا مِمَّا يَلِيهِمْ يَصْعَدُ مِنْهُ خَيْلُهُمْ، فَأَفْسَدُوا حِصْنَهُمْ , فانْتَهَى الْقَعْقَاعُ بْنُ عَمْرٍو مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي زَحَفَ فِيهِ إِلَى بَابِ خَنْدَقِهِمْ فَأَخَذَ بِهِ وَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا أَمِيرُكُمْ قَدْ دَخَلَ الْخَنْدَقَ فَحَمَلُوا وَلَا يَشُكُّونَ بِأَنَّ هَاشِمًا فِي الْخَنْدَقِ، فَإِذَا هُمْ بِالْقَعْقَاعِ بْنِ عَمْرٍو وَقَدْ أَخَذَ بِهِ، فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ عَنِ الْمَجَالِ يَمْنَةً وَيَسْرَةً، فَهَلَكُوا فِيمَا أَعَدُّوا مِنَ الْحَسَكِ، فَعُقِرَتْ دَوَابُّهُمْ وَعَادُوا رَجَّالَةً، وَاتَّبَعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ إِلَّا مَنْ لَا يُعَدُّ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ مِنْهُمْ مِائَةُ أَلْفٍ، فَجلَّلَتِ الْقَتْلَى الْمَجَالَ وَمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَا خَلْفَهُ، فَسُمِيَتْ جَلُولَاءَ بِمَا جَلَّلَهَا مِنْ قَتْلَاهُمْ، وَكَانَ فَتْحُ جَلُولَاءَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ.

10 June 2021